مصطفى شعبان ....ما زلنا نكره اسرائيل

بعد غياب 3 سنوات عن الدراما التليفزيونية، يعود مصطفي شعبان هذا العام بمسلسل "نسيم الروح" الذي يتناول مرحلة مهمة من تاريخ مصر، وهو مسلسل اجتماعي سياسي به مشاهد الأكشن.</STRONG>

لأنني لم أجد نصًا جيدًا يصلح تقديمه في التليفزيون الذي يتطلب دائمًا البحث عن نص جيد لأنه يدخل كل البيوت المصرية والعربية، ولذلك لابد أن أكون ضيفًا خفيفًا علي المشاهدين، ولا يوجد لدي مشكلة إذا غبت أكثر من ذلك مادمت لم أجد نصًا جيدًا.

هل وجدت ذلك في مسلسل "نسيم الروح"؟
بالفعل، لأنه مكتوب بشكل جيد، فضلاً عن أنه يطرح العديد من القضايا السياسية والاجتماعية في عام 1914 إضافة إلى أنه يضم مجموعة كبيرة من النجوم الكفيلة بنجاح أي مسلسل، كما أن الإنتاج الخاص حاليا لا يبخل بشيء علي المسلسلات التليفزيونية ليخرج العمل في النهاية بشكل جيد.

والمسلسل لم يكن في حساباتي، واضطرني إلي ترك الفيلم الذي كنت أستعد لتقديمه، وضحيت بالموسم الصيفي من أجل "نسيم الروح".

ماذا عن الشخصية التي تقدمها والتي جعلتك تضحي بالموسم السينمائي الصيفي؟
أقدم شخصية "سعد" الذي يعيش أثناء الحرب العالمية الأولي، وهو شاب مصري متناقض الشخصية لا تعرف هل هو طيب أم شرير، فهو شخصية مصرية موجودة في واقعنا حتي الآن رغم مرور فترة طويلة علي الحرب، ويتعرض لظلم يجعله يحاول أن ينتقم ويأخذ ثأره ممن ظلمه.

ما الجديد الذي يقدمه المسلسل خاصة أن الدراما تطرقت من قبل للمرحلة التاريخية نفسها؟
لا يوجد فترة في تاريخ مصر لم تتناولها الدراما من قبل، والمهم طريقة التناول، فكل مؤلف أو مخرج له طريقة مختلفة في عرض أي فكرة، كما أن "نسيم الروح" يلقي الضوء علي بداية استقلال مصر ومراحل الصراع الطبقي التي مرت بها في تلك الفترة المهمة في تاريخ مصر، وظهور طبقة الحكام.

وماذا عن الأكشن في المسلسل؟
الأكشن في المسلسل جاء لخدمة الخط الدرامي، وسيكون في الجزء الأخير من خلال مطاردات وصراعات في الحارة التي تدور فيها الأحداث ومع ذلك فهو مختلف عن الأكشن الذي يحدث في السينما.

هل تسعي إلي عرض مسلسلك علي التليفزيون المصري؟
مهمتي التمثيل فقط وليس لي دور في عرض المسلسل علي أي قناة فهذه مهمة المنتج، وأنا أري أن العمل الجيد يفرض نفسه علي أي قناة مهما كانت نسبة مشاهدتها، فمسلسل "العميل 1001" حقق نجاحًا كبيرًا عند أول عرض له علي قناة فضائية "مشفرة" ومع ذلك تابعه عدد كبير من المشاهدين علي المقاهي.

طبعًا أصبت بحالة غضب من مسؤولي ماسبيرو لأنهم لم يعرضوه في رمضان كأول عرض رغم أنه عمل وطني يتكلم عن المخابرات المصرية.

الكثير من نجوم السينما يبتعدون عن التليفزيون خوفًا من أن يحرق نجوميتهم، ما رأيك في ذلك؟
لا بالعكس، مسلسلات التليفزيون حاليا أصبحت أكثر شهرة من السينما بسبب زيادة عدد القنوات الفضائية التي جعلت من الدراما التليفزيونية ذاكرة الأمة، فهناك أعمال تليفزيونية لازالت تعرض علي القنوات الفضائية وهناك جمهور عريض من مختلف الدول العربية لا يعرفون إلا نجوم التليفزيون، كما أن سبب شهرتي هو مسلسل "الحاج متولي"، الأمر الذي ينطبق علي باقي ممثلي السينما لأن هناك بلادًا كثيرة في مصر والدول العربية لا يوجد بها سينما.

هل صحيح أن شركات الإنتاج تعاقدت مع نجوم السينما الشباب لتنافس بهم نجوم التليفزيون مثل يحيي الفخراني ونور الشريف؟
لا يوجد أي منافسة بين التلاميذ وأساتذتهم، فقد تعلمنا الفن علي أيديهم ومازلنا نتلقي منهم التشجيع، وشركات الإنتاج نفسها تعرف ذلك، ولذا فأي مقارنة بيننا وبينهم ستكون ظالمة لنا.

قدمت أعمالاً كثيرة مع فنانين عرب، ما رأيك في تواجدهم في الدراما المصرية؟
لا يهمني جنسية الممثل، بل قدرته على تقديم الدور المكلف به، فهناك أدوار في الأعمال المصرية لا يمكن أن يؤديها إلا ممثل خليجي، ومن كثرة تعاملي معهم اكتشفت أن لديهم ثقافة عالية فضلاً عن دراستهم فنون التمثيل، كما أنهم يخلصون في تأدية المهام المكلفين بها، وتبادل الخبرات بين العرب شيء مهم، وأنا نفسي أمثل في سوريا أو أي دولة من دول الخليج.

البعض فسر دخولك الدراما التليفزيونية هذا العام بسبب الانتقادات التي وجهت لفيلمك الأخير "جوبا"؟
عودتي إلى التليفزيون ليست لها علاقة بالانتقادات التي وجهت إلي "جوبا، ومثلما تعرض الفيلم لانتقادات شهد إقبالاً جماهيريا، وتعدت إيراداته 8 ملايين جنيه".

لكن ما تفسيرك للهجوم علي الفيلم؟
هناك أشخاص وجهوا انتقادات للفيلم لأنه يتناول القضية الفلسطينية، وقد اندهشت من قول أحدهم إننا في معاهدة سلام مع إسرائيل فلا داعي لمعاداتها بالفن، وقال أيضًا إنه كان يجب علي الفيلم أن يتطرق للمشاكل التي يعيشها الشعب المصري، وأقول لهم إن سلام الحكومتين لا ينفي العداوة بين الشعبين، فمازلنا نكره إسرائيل ولازلنا نتذكر المقابر الجماعية في 1967.

لست ضد التعبير عن مشكلات المصريين فقد قدمتها في أكثر من عمل من قبل، ولكن الفلسطينيون جزء منا ولابد من النظر إلي مشكلاتهم بعدما أهملتها الحكومات العربية التي بدأت تنظر إليها علي أنها شيء عادي، ومهمة الفن أن يلقي الضوء علي تلك المشكلة كما فعل فيلم "جوبا"، وأنا سعيد جدًا بهذا العمل الذي لاقي استحسان المشاهدين في العديد من الدول العربية، أما المشكلات التي يعانيها الشعب المصري فكلها عادية مقارنة بالمعاناة التي تعيشها الشعوب الأخري فمشكلة ارتفاع الأسعار موجودة في كل دول العالم ويكفي أن مصر تعيش في أمان، وذلك لا يوجد في كل دول العالم.

هل تهتم بالشأن السياسي أو تنتمي لحزب معين؟
ليس لي أي انتماءات سياسية، أنا مع الاتجاه الذي يخدم البلد، وحتي الآن لم أجد هذا الاتجاه، وأعمالي تتناول الشعب المصري الذي أعشقه وليس حكومته، وأتمني تقديم فيلم كل عام أعبر فيه عن حال شعبنا الغلبان الذي يتميز بالقلب الطيب، وأنصح شعبنا أن يتعامل مع مصر علي أنها بيته الخاص الذي توجد فيه مشكلة، إما أن يصبر عليها أو يتركها.

ما الجديد الذي ستقدمه في السينما؟
بعد الانتهاء من تصوير "نسيم الروح" سنبدأ في تصوير فيلم يحمل اسمًا مؤقتًا هو "ضد الجميع" وذلك لتقديمه في موسم عيد الأضحي المقبل.